روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات أسرية | قال: أريدك.. زوجة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات أسرية > قال: أريدك.. زوجة


  قال: أريدك.. زوجة
     عدد مرات المشاهدة: 2586        عدد مرات الإرسال: 0

أنا فتاه أبلغ من العمر 20 سنه قدر الله أن أتعرف الى شاب في أحد المواقع الالكترونيه.

وبعد مرور فتره طلب الزواج مني فوافقت ولكن ليس لدي ما أقوله لأهلي فنحن عائله محافظه جدا لا تقبل بموضوع هكذا

أريد نصيحه وتوجيه منكم كيف أوصل الموضوع لأهلي لأني لا أريد الاستمرار في معصية ربي جزاكم الله عنا خير الجزاء وأدعو لي بالهدايه

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى.. والصلاة والسلام على النبي المصطفى.. وبعد ,,

أخيتي الغالية.. latefa.. حفظكِ الرحمن..

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته..

وحياكِ الله في موقعك (المستشار).. الموقع الرائد في عالم الاستشارات.. سائلين الله - عز وجل - أن تجد نفسكِ ما تبحث عنه فيه..

يظهر من حديثكِ الخير الذي بداخلك؛ فأثني عليكِ تيقظ قلبكِ و خوفكِ من الله ومراقبته في تصرفاتكِ ,والندم على ما مضى من ذنب وهذا من صفات المؤمن – فبارك الله فيكِ – ووفقكِ للتوبة النصوح..
عزيزتي..

يبقى النت عالم افتراضي.. يُظهر كل شخص فيه أجمل ما لديه حتى وإن لم يكن متأصلًا بداخله.. فإنه يدعيه؛ ليجذب القراء والأعضاء في الموقع ويرفع نسبة المشاهدة لما يقدمه..

فهل يُعقل أن يُبنى عالم واقعي وجميل يلزمه الأساس القوي المتين على عالم افتراضي هش!.. لاشك أنه سرعان ما ينهار, ولن أسرد القصص لأن الواقع يشهد.. يقول تعالى:

{أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ} (التوبة: 109)..

أيتها الدرة المصونة..

اطرحي على نفسكِ هذه التساؤلات:

- هل سيثق بي هذا الشخص كزوجة تحمل اسمه وعرضه وأمًا لأبنائه بعد أن خنت أسرتي.

وخنت الثقة التي أعطوني إياها , وتجاوزت حد الله في محادثة الأجنبي وتبادل الأحاديث التي قد تتعرض لها المشاعر والعاطفة..؟

- وهل سأثق به كزوج أفترض أن يكون فيه أماني ,ومصدر حمايتي من كل أذى حتى من الأذى النفسي والعاطفي.

فما الذي سيؤكد لكِ أنه تاب وانتهى من محادثة الفتيات كما حادثكِ و اسمعهن ما أسمعكِ وإن أبرم الوعود وأقسم بالأيمان؟!

أخيتي العاقلة الحبيبة..

إن ثعالب التقنية لهم من الوسائل والحيل ما تنطلي على بعض الفتيات عندما تغيب عنها الرقابة والتوعية الأسرية وقبلها الرقابة الدينية الذاتية..

ويعلمون أن مفتاح كل أنثى عاطفتها.. فيدخلون من خلاله ويتلاعبون بها كيفما شاؤا حتى إذا قضوا منها وطرًا..

تركوها تنزف دون أدنى تأنيب للضمير وكأنهم:{أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} (الحاقة:7) , خاوية من كل شيء , من القلب و العاطفة , والعقل والفكر , ومن الروح والإنسانية , متناسين بغبائهم (كما تدين تدان) ,:{وَلِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ} , {وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ}..

وأصدقكِ القول – رعاكِ الله – أن طَلبُه الزواج من الفتاه التي كان يحادثها هي إحدى الحيل التي يسعى من خلالها كسب ثقتها الكاملة..

وليثبت لها صدقه بالأيمان المغلظة وهو كاذب حتى يتأكد من استسلامها لمطالبه وعدم رفضها لمقترحاته.. وهذه الحيلة لا تنطلي على عاقلة مثلكِ..

فكما وعدكِ بالزواج فقد وعد أخريات غيركِ؛ لأن الحقائق تؤكد عدم جدية أي رجل يطلب الزواج من فتاة عن طريق التقنية.

وإن حدثت تلك الزيجة فمصيرها الفشل الذريع وتشتت الأولاد؛ إذ أن الثقة والاحترام أساسان مفقودان ولكِ أن تتخيلي بناءٍ قد فقدت بعض أساساته..

وبعد هذا.. عليكِ - صانكِ الله وحماكِ – بالتالي:

1/ أعلني التوبة النصوح إلى الله الآن ولا تسوفي.. وشروطها:

- الإخلاص.. أن تكون خالصة من أجل الله وتعظيمًا له بلا رياء لأحد ,أو رغبة في دفع الأذية من سلطان أو ولي أمر,يقول تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} (البينة: 5).

- الندم على ما حصل.

- الإقلاع عن المعصية التي تبتي منها.

- العزم على عدم الرجوع لها.

- أن تكون التوبة وقت قبول التوبة ,بمعنى أن لا تكون في وقت نزع الروح أو طلوع الشمس من مغربها لأنها لن تقبل حينها.

فيفهم من ذلك تعجيلها وعدم تسويفها.. فلا أحد يعلم متى تكون نهايته. قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: (إن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يقبل توبة العبد ما لم يغرغر) رَوَاهُ الْتِّرْمِذِيُّ.

واعلمي – بارك الله فيكِ – أن الله يفرح بتوبتكِ ,قال صلى الله عليه وسلم: [لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم؛ سقط على بعيره، وقد أضله في أرض فلاة] (متفق عليه) , ويقول تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (البقرة: 222).

2/ ألغي عضويتكِ في ذلك الموقع.. وتجنبي – حفظكِ الرحمن – المواقع المختلطة.. فالمرء لا يأمن الفتنة.

3/ ألحي على الله أن يصرف عنكِ شر ذلك الثعلب و أن يرد كيده في نحره.. و أن يرزقكِ الزوج الصالح التقي النقي.

4/ تجنبي مواضع الشبهة في النت و أحسني الاستفادة منه فهو سلاح ذو حدين.

أخيرًا::

لا تترددي في الإرسال إلينا كلما احتجتِ.. وتذكري أننا هنا من أجلكِ.

ختامًا::

أسأل الذي رفع السماء بلا عمد أن يشرح صدركِ.. وينور قلبكِ.. وأن ييسر لكِ أسباب الهداية والصلاح ,وأن يصرف عنكِ شر الأشرار وكيد الفجار وأن يرزقكِ الخير كله.. وأن يسعدكِ بالزوج الصالح التقي النقي الذي تقر عينكِ به.. آمين..

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.. دمتِ بود..

الكاتب: أ. سارة فريج السبيعي

المصدر: موقع المستشار